رسمت دراسة حول «المعرفة العربي:إعداد الأجيال الناشئة لمجتمع المعرفة لسنة 2011» الذي اعتمد على بحث ميداني حول جاهزية الناشئة لولوج مجتمع المعرفة استهدف التلاميذ والمدرسين، صورة «قاتمة» عن التعليم بالمغرب نظرا إلى النتائج السلبية التي لم تصل كلها إلى المتوسط، الدراسة الميدانية التي تهدف إلى استكشاف المهارات التي يمتلكها التلاميذ والقيم التي يتحلون بها والبيئات التمكينية تناولت أربعة محاور هي: مهارة البحث عن المعلومات ومعالجتها ومهارة التواصل الكتابي، ومهارة حل المشكلات ومهارة الاستخدام الهادف والفعال للتكنولوجيا الحديثة.
وكشفت الدراسة التي صدرت مؤخرا، عن ضعف مستوى التلاميذ المغاربة في امتلاك المهارات المعرفية مجمعة، ولم يبلغ الدرجة المتوسطة أي 50 في المائة، حيث حصل على نسبة 36.33 في المائة، مشيرة أن نسبة 8.2 في المائة فقط من التلاميذ المغاربة في نهاية المرحلة الثانوية يتوفرون على المهارات المعرفية الضرورية لمواصلة التعلم، واعتبرت الدراسة، أن ذلك يعد «نقصا» من شأنه أن يهدد «الأمن المعرفي» للمغرب ويحول دون مشاركة الشباب في الانخراط في مجتمع المعرفة والمشاركة فيه بفعالية.
وبخصوص مهارات البحث عن المعلومات ومعالجتها، أوردت الدراسة عجز الأغلبية الساحقة من التلاميذ المختبرين (725 من الذكور و849 من الإناث) عن بلوغ الدرجة الوسطى في التنقيط، أي معدل (12.5) من (25)، حيث حصلوا على نقطة (10.53)فقط، وتعني مهارة معالجة التلاميذ للمعلومات قدرتهم على البحث عن معلومات محددة وفهم معانيها وإيجاد علاقات بينها ووضعها في سياقاتها واستثمارها بغرض توفير استجابات معينة.
من جهة أخرى، أبرزت الدراسة التي أصدرها برنامج الأمم المتحد ة الإنمائي بتنسيق مع مؤسسة خليجية، أن التلاميذ المغاربة يعانون ضعفا كبيرا في القدرات الكتابية حيث حصلوا على نقطة (5.29) من (25) ، وأكدت الدراسة، أن هذه النتائج تثير الاستغراب لسببين، الأول، يرتبط بالسهولة النسبية للنشاط المطلوب الذي لم يكن نصا أدبيا بلاغيا أو مقالا تحليليا، بل مجرد تعبير في جمل محدودة ومتفرقة عن موضوع «البيئة»، والسبب الثاني –تضيف الدراسة- يعود إلى أهمية هذه المهارة في اكتساب المعرفة وإنتاجها وتبليغها.
ولم يختلف وضع مهارة حل المشكلات عن سابقتها، إذ كشفت النتائج التي أوردتها الدراسة، تدني قدرة التلاميذ المشاركين على التعامل مع الوضعيات التي تنطوي على مشكل مستمد من الحياة اليومية، إذ لم يتجاوز معدل التلاميذ (8.09) من (25)، مما يفيد –حسب الدراسة- وجود صعوبات لدى التلاميذ في فهم أبعاد مشكلة ما، وإجراء عمليات حسابية بسيطة والتفكير المنطقي في الحلول الممكنة. كما لم يتجاوز التلاميذ المغاربة نقطة (12.41) من (25) في المقاييس الوصفية الخاصة باستخدام التكنولوجيا الحديثة أو «التقانة» رغم أن الانتشار الكبير للتكنولوجيا ودورها المتزايد في نشر المعرفة.